الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال الماوردي: قوله عز وجل: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} فيه خمسة تأويلات:أحدها: يعني خافوا ربهم، قاله ابن عباس.الثاني: يعني اطمأنوا، قاله مجاهد.الثالث: أنابوا، قاله قتادة.الرابع: خشعوا وتواضعوا لربهم، رواه معمر.الخامس: أخلصوا إلى ربهم، قاله مقاتل. اهـ..قال ابن الجوزي: قوله تعالى: {وأخبتوا إِلى ربهم}فيه سبعة أقوال:أحدها: خافوا ربهم، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.والثاني: أنابوا إلى ربهم، رواه العوفي عن ابن عباس.والثالث: ثابوا إِلى ربهم، قاله قتادة.والرابع: اطمأنوا، قاله مجاهد.والخامس: أخلصوا، قاله مقاتل.والسادس: تخشَّعوا لربهم، قاله الفراء.والسابع: تواضعوا لربهم، قاله ابن قتيبة.فإن قيل: لم أوثرت إِلى على اللام في قوله: {وأخبتوا إِلى ربهم}، والعادة جارية بأن يقال: أخبتوا لربهم؟فالجواب: أن المعنى: وَجَّهوا خوفَهم وخشوعهم وإِخلاصهم إِلى ربهم، واطمأنوا إِلى ربهم.قال الفراء: وربما جعلت العرب {إِلى} في موضع اللام، كقوله: {بأن ربك أوحى لها} [الزلزال: 5]، وقوله: {الذي هدانا لهذا} [الأعراف: 43].وقد يجوز في العربية: فلان يخبت إِلى الله، يريد: يفعل ذلك موجهَه إِلى الله.قال بعض المفسرين: هذه الآية نازلة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما قبلها نازل في المشركين.ثم ضرب للفريقين مثلًا، فقال: {مثل الفريقين كالأعمى والأصم} قال مجاهد: الفريقان: المؤمن والكافر.فأما الأعمى والأصم فهو الكافر، وأما البصير والسميع فهو المؤمن.قال قتادة: الكافر عَمِيَ عن الحق وصُمَّ عنه، والمؤمن أبصرَ الحق وسمعَه ثم انتفع به.وقال أبو عبيدة: في الكلام ضمير، تقديره: مثل الفريقين كمثل الأعمى.وقال الزجاج: مثل الفريقين المسلِمَين كالبصير والسميع، ومثل فريق الكافرين كالأعمى والأصم، لأنهم في عداوتهم وتركهم للفهم بمنزلة من لايسمع ولا يبصر.قوله تعالى: {هل يستويان مثلًا} أي: هل يستويان في المشابهة؟والمعنى: كما لا يستويان عندكم، كذلك لا يستوي المؤمن والكافر عند الله.وقال أبو عبيدة: {هل} هاهنا بمعنى الإِيجاب، لا بمعنى الاستفهام، والمعنى: لا يستويان.قال الفراء: وإِنما لم يقل: {يستوون} لأن الأعمى والأصم من صفةِ واحدٍ، والسميع والبصير من صفةِ واحدٍ، كقول القائل: مررت بالعاقل واللبيب، وهو يعني واحدًا، قال الشاعر:فقال: أيهما.وإِنما ذكر الخير وحده، لأن المعنى يُعرف، إِذ المبتغي للخير متَّقٍ للشر.وقال ابن الأنباري: الأعمى والأصم صفتان لكافر، والسميع والبصير صفتان لمؤمن، فرُدَّ الفعلُ إِلى الموصوفين بالأوصاف الأربعة، كما تقول: العاقل والعالم، والظالم والجاهل، حضرا مجلسي، فتثنِّي الخبر بعد ذكرك أربعة، لأن الموصوف بالعلم هو الموصوف بالعقل، وكذلك المنعوت بالجهل هو المنعوت بالظلم، فلما كان المنعوتان اثنين، رجع الخبر إِليهما، ولم يُلتفت إِلى تفريق الأوصاف، ألا ترى أنه يسوغ أن تقول: الأديب واللبيب والكريم والجميل قصدني، فتوحِّد الفعل بعد أوصاف لعلة أن الموصوف بهن واحد، ولا يمتنع عطف النعوت على النعوت بحروف العطف، والموصوفُ واحد، فقد قال تعالى: {التائبون العابدون} [التوبة: 112] ثم قال: {الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر} فلم يقتض دخولُ الواو وقوعَ خلاف بين الآمرين والناهين، وقد قيل: الآمر بالمعروف، ناهٍ عن المنكر في حال أمره، وكان دخول الواو دلالة على الآمر بالمعروف، لأن الأمر بالمعروف لا ينفرد دون النهي عن المنكر، كما ينفرد الحامدون بالحمد دون السائحين، والسائحون بالسياحة دون الحامدين، ويدل أيضًا على أن العرب تنسق النعت على النعت والمنعوت واحد، كقول الشاعر يخاطب سعيد بن عمرو بن عثمان بن عفان: فنسق ابن عمرو على سعيد، وهو سعيد. اهـ. .قال القرطبي: قوله تعالى: {إِنَّ الذين آمَنُواْ}{الذين} اسم: {إنّ} و: {آمَنُوا} صلة، أي صدّقوا.{وَعَمِلُواْ الصالحات وأخبتوا إلى رَبِّهِمْ} عطف على الصلة.قال ابن عباس: أخبتوا أنابوا.مجاهد: أطاعوا.قَتَادة: خشعوا وخضعوا.مقاتل: أخلصوا.الحسن: الإخبات الخشوع للمخافة الثابتة في القلب؛ وأصل الإخبات الاستواء، من الخَبْت وهو الأرض المستوية الواسعة: فالإخبات الخشوع والاطمئنان، أو الإنابة إلى الله عزّ وجلّ المستمرّة ذلك على استواء.{إِلَى رَبِّهِمْ} قال الفرّاء: إلى ربهم ولربهم واحد، وقد يكون المعنى: وجهوا إخباتهم إلى ربهم.{أولئك} خبر: {إِنَّ}.قوله تعالى: {مَثَلُ الفريقين}ابتداء، والخبر: {كالأعمى} وما بعده.قال الأخفش: أي كمثل الأعمى.النحاس: التقدير مثل فريق الكافر {كالأعمى} والأصم، ومثل فريق المؤمن كالسميع والبصير؛ ولهذا قال: {هَلْ يَسْتَوِيَانِ} فردّ إلى الفريقين وهما اثنان؛ روي معناه عن قَتَادة وغيره.قال الضّحّاك: الأعمى والأصمّ مثلٌ للكافر، والسميع والبصير مثل للمؤمن. وقيل: المعنى هل يستوي الأعمى والبصير، وهل يستوي الأصمّ والسميع.{مَثَلًا} منصوب على التمييز.{أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} في الوصفين وتنظرون. اهـ..قال الخازن: قوله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم}لما ذكر الله أحوال الكفار في الدنيا وخسرانهم في الآخرة أتبعه بذكر أحوال المؤمنين في الدنيا وربحهم في الآخرة والإخبات في اللغة هو الخشوع والخضوع وطمأنينة القلب ولفظ الإخبات يتعدى بإلى وباللام فإذا قلت أخبت فلان إلى كذا فمعناه اطمأن إليه وإذا قلت أخبت له فمعناه خشع وخضع له فقوله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} إشارة إلى جميع أعمال الجوارح وقوله وأخبتوا إشارة إلى أعمال القلوب وهي الخضوع والخشوع لله يعني أن هذه الأعمال الصالحة لا تنفع في الآخرة إلا بحصول أعمال القلب وهي الخشوع والخضوع فإذا فسرنا الإخبات بالطمأنينة كان معنى الكلام يأتون بالأعمال الصالحة مطمئنين إلى صدق وعد الله بالثواب والجزاء على تلك الأعمال أو يكونون مطمئنين إلى ذكره سبحانه وتعالى وإذا فسرنا الإخبات الخشوع والخضوع كان معناه أنهم يأتون بالأعمل الصالحة خائفين وجلين أن لا تكون مقبولة وهو الخشوع والخضوع: {أولئك} يعني الذين هذه صفتهم: {أصحاب الجنة هم فيها خالدون} أخبر عن حالهم في الآخرة بأنهم من أهل الجنة التي لا انقطاع لنعيمها ولا زوال.قوله سبحانه وتعالى: {مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع} لما ذكر الله سبحانه وتعالى أحوال الكفار وما كانوا عليه من العمى عن طريق الهدى والحق ومن الصمم عن سماعه وذكر أحوال المؤمنين وما كانوا عليه من البصيرة وسماع الحق والانقياد للطاعة ضرب لهم مثلًا فقال تبارك وتعالى مثل الفريقين يعني فريق المؤمنين وفريق الكفارين كالأعمى وهو الذي لا يهتدي لرشده والأصم وهو الذي لا يسمع شيئًا البتة، والبصير وهو الذي يبصر الأشياء على ماهيتها، والسميع وهو الذي يسمع الأصوات ويجيب الداعي فمثل المؤمنين كمثل الذي يسمع ويبصر وهو الكامل في نفسه ومثل الكافر كمثل الذي لا يسمع ولا يبصر وهو الناقص في نفسه: {هل يستويان مثلًا} قال الفراء لم يقل هل يستوون لأن الأعمى والأصم في حيز كأنهما واحد وهما من وصف الكافر والبصير والسميع في حيز كأنهما واحد وهما من وصف المؤمن: {أفلا تذكرون} يعني فتتعظون. اهـ..قال أبو حيان: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ}لما ذكر ما يؤول إليه الكفار من النار، ذكر ما يؤول إليه المؤمنون من الجنة، والفريقان هنا الكافر والمؤمن.ولما كان تقدم ذكر الكفار وأعقب بذكر المؤمنين، جاء التمثيلم هنا مبتدأ بالكافر فقال: كالأعمى والأصم.ويمكن أن يكون من باب تشبيه اثنين باثنين، فقوبل الأعمى بالبصير وهو طباق، وقوبل الأصم بالسميع وهو طباق أيضًا، والعمى والصمم آفتان تمنعان من البصر والسمع، وليستا بضدّين، لأنه لا تعاقب بينهما.ويحتمل أن يكون من تشبيه واحد بوصفيه بواحد بوصفيه، فيكون من عطف الصفات كما قال الشاعر:ولم يجيء التركيب كالأعمى والبصير والأصم والسميع فيكون مقابلة في لفظ الأعمى وضده، وفي لفظة الأصم وضده، لأنه تعالى لما ذكرانسداد العين أتبعه بانسداد السمع، ولما ذكر انفتاح البصر أتبعه بانفتاح السمع، وذلك هو الأسلوب في المقابلة، والأتم في الإعجاز.ويأتي إن شاء الله تعالى نظير هذه المقابلة في قوله في طه: {أن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} واحتمل أنْ تكون الكاف نفسها هي خبر المبتدأ، فيكون معناها معنى المثل، فكأنه قيل: مثل الفريقين مثل الأعمى.واحتمل أن يراد بالمثل الصفة، وبالكاف مثل، فيكون على حذف مضاف أي: كمثل الأعمى، وهذا التشبيه تشبيه معقول بمحسوس، فأعمى البصيرة أصمها، شبه بأعمى البصر أصم السمع، ذلك في ظلمات الضلالات متردد تائه، وهذا في الطرقات محير لا يهتدي إليها.وجاء أفلا تذكرون لينبه على أنه يمكن زوال هذا العمى وهذا الصمم المعقول، فيجب على العاقل أن يتذكر ما هو فيه، ويسعى في هداية نفسه.وانتصب مثلًا على التمييز، قال ابن عطية: ويجوز أن يكون حالًا انتهى.وفيه بعد، والظاهر التمييز وأنه منقول من الفاعل أصله: هل يستوي مثلاهما. اهـ. .قال أبو السعود: ولما ذُكر فريقُ الكفارِ وأعمالُهم وبيّن مصيُرهم ومآلُهم شُرع في بيان حالِ أضدادِهم أعني فريقَ المؤمنين وما يؤول إليه أمرُهم من العواقب الحميدةِ تكملةً لما سلف من محاسنهم المذكورة في قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ} الآية، ليتبينَ ما بينهما من التباين البيِّنِ حالًا ومآلًا فقيل: {إِنَّ الذين ءامَنُواْ} أي بكل ما يجب أن يؤمَن به فيندرج تحتَه ما نحن بصدده من الإيمان بالقرآن الذي عبّر عنه بالكون على بينة من الله وإنما يحصُل ذلك باستماع الوحي والتدبرِ فيه ومشاهدةِ ما يؤدِّي إلى ذلك في الأنفس والآفاقِ، أو فعلوا الإيمان كما في يُعطي ويمنع: {وَعَمِلُواْ الصالحات وَأَخْبَتُواْ إلى رَبّهِمْ} أي اطمأنوا إليه وانقطعوا إلى عبادته بالخضوع والتواضعِ من الخَبْت وهي الأرضُ المطمئنة ومعنى أخبت دخل في الخَبْت. وأنجدَ دخلَ في تِهامةَ ونجدٍ: {أولئك} المنعوتون بتلك النعوتِ الجميلة: {أصحاب الجنة هُمْ فِيهَا خالدون} دائمون وبعد بيانِ تباينِ حاليهما عقلًا أريد بيانُ تبايُنِهما حِسًا فقيل: {مَثَلُ الفريقين}المذكورين أي حالُهما العجيبُ لأن المثَلَ لا يُطلق إلا على ما فيه غرابةٌ من الأحوال والصفات: {كالاعمى والاصم والبصير والسميع} أي كحال هؤلاءِ فيكون ذواتُهم كذواتهم، والكلامُ وإن أمكن أن يُحمَلَ على تشبيه الفريقِ الأولِ بالأعمى وبالأصمِّ وتشبيهِ الفريقِ الثاني بالبصير وبالسميع لكن الأدخلَ في المبالغة والأقربَ إلى ما يشير إليه لفظُ المثل والأنسبَ بما سبق من وصف الكفرةِ بعدم استطاعةِ السمع وبعدم الإبصارِ، أن يُحمل على تشبيه الفريقِ الأولِ بمن جمع بين العَمى والصمَم، وتشبيهُ الفريقِ الثاني بمَن جمع بين البصر والسمع على أن تكون الواوُ في قوله تعالى: {والاصم} وفي قوله: {والسميع} لعطف الصفةِ على الصفة كما في قول من قال:وأيًا ما كان فالظاهرُ أن المرادَ بالحال المدلولِ عليها بلفظ المَثَل وهي التي يدور عليها أمرُ التشبيهِ ما يلائم الأحوالَ المذكورةَ المعتبرةَ في جانب المشبهِ به من تعامي الفريقِ الأولِ عن مشاهدة آياتِ الله المنصوبةِ في العالم والنظرِ إليها بعين الاعتبارِ وتصامِّهم عن استماع آياتِ القرآنِ الكريم وتلقّيها بالقبول حسبما ذكر في قوله تعالى: {مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السمع وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ} وإنما لم يُراعَ هذا الترتيبُ هنا لكون الأعمى أظهرَ وأشهرَ في سوء الحالِ من الأصم، ومن استعمال الفريقِ الثاني لكل من أبصارهم وأسماعِهم فيما ذكر كما ينبغي المدلولُ عليه بما سبق من الإيمان والعملِ الصالحِ والإخبات حسبما فسر به فيما مر فلا يكون التشبيهُ تمثيليًا لا جميع الأحوال المعدودةِ لكل من الفريقين مما ذكر وما يؤدي إليه من العذاب المضاعَف والخسران البالغِ في أحدهما ومن النعيم المقيم في الآخر، فإن اعتبارَ ذلك ينزِعُ إلى كون التشبيهِ تمثيليًا بأن يُنتزَعَ من حال الفريقِ الأول في تصامّهم وتعاميهم المذكورَيْن ووقوعِهم بسبب ذلك في العذاب المضاعفِ والخُسران الذي لا خسرانَ فوقه هيئةٌ فتشبّه بهيئة منتزَعةٍ ممن فقَد مَشْعَرَيْ البصر والسمعِ فتخبَّط في مسلَكه فوقع في مهاوي الردى ولم يجِدْ إلى مقصِده سبيلًا وينتزَعَ من حال الفريق الثاني في استعمال مشاعرِهم في آيات الله تعالى حسبما ينبغي وفوزِهم بدار الخلودِ هيئةٌ فتشبّه بهيئة متنزَعةٍ ممن له بصَرٌ وسمع يستعملهما في مَهمّاته فيتهدي إلى سبيله وينال مَرامه: {هَلْ يَسْتَوِيَانِ} يعني الفريقين المذكورين والاستفهامُ إنكاريٌّ مذكّر لما سبق من إنكار المماثلةِ في قوله عز وجل: {أَفَمَن كَانَ على بَيّنَةٍ} الآية: {مَثَلًا} أي حالًا وصفةً وهو تمييزٌ من فاعل يستويان: {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} أي أتشكّون في عدم الاستواءِ وما بينهما من التباين أو أتغفُلون عنه فلا تتذكرونه بالتأمل فيما ضُرب لكم من المثل فيكون الإنكارُ واردًا على المعطوفَيْن معًا أو أتسمعون هذا فلا تتذكرون فيكون راجعًا إلى عدم التذكر بعد تحققِ ما يوجب وجودَه وهو المثل المضروبُ كما في قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن} فإن الفاءَ لإنكار الانقلابِ بعد تحقق ما يوجب عدمَه من علمهم بخلوّ الرسلِ قبل رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أو أفلا تفعلون التذكرَ أو أفلا تعقِلون ومعنى الهمزةِ إنكارُ عدمِ التذكرِ واستبعادُ صدوره عن المخاطبين وأنه ليس مما يصح أن يقع لا من قبيل الإنكارِ في قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ} وقولِه تعالى: {هَلْ يَسْتَوِيَانِ} فإن ذلك لنفي المماثلة ونفي الاستواء. اهـ.
|